موقع بوابة المساء الاخباري

الجاثوم.. يستيقظ الجسد على الفزع ويبقى العقل عاجزًا المساء الاخباري ..

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ربما مررت بتلك الليلة القاتمة التي صحوت فيها فجأة، بينما شعور ثقيل يُطبق على صدرك وكأن وزناً هائلاً يمنعك من الحركة أو التنفس بشكل طبيعي، وتحاول الصراخ، تحاول الاستنجاد، لكن لسانك لا ينطق وكأن عضلاتك جميعها أصيبت بشلل مفاجئ، وعيناك تتحركان، وأذناك تسمعان كل صوت حولك، لكن جسدك بالكامل يرفض الاستجابة لأوامرك، هذه الحالة التي تجمع بين الإدراك والشلل تسمى علميًا بـ “شلل النوم” أو كما يعرفها العامة باسم “الجاثوم” وفقا لـwebmd.

بين الخرافة والحقائق العلمية

لطالما نسجت الشعوب والأساطير قصصاً حول هذه الظاهرة، فتارة يقولون إنه جن يجثم على صدر النائم، وتارة أخرى يتخيلون كائنات شيطانية تظهر في الظلام لتشل حركة من ينام على ظهره، ولكن مع تقدم العلوم والأبحاث، أزاح العلم الستار عن هذه الظاهرة، مقدماً تفسيراً منطقياً بعيداً عن التفسيرات الغيبية والخرافات المتوارثة.

ماذا يحدث خلال الجاثوم؟

من الناحية الطبية، ينتمي شلل النوم إلى اضطرابات النوم المرتبطة بالمرحلة الانتقالية ما بين النوم واليقظة، ببساطة يقع المصاب في فجوة زمنية قصيرة بين حالتي الاستيقاظ والنوم، فتظل حواسه مثل السمع والبصر في حالة نشاط واعٍ، بينما تبقى عضلاته تحت تأثير حالة الشلل الطبيعي التي يفرضها الدماغ أثناء النوم العميق.

وتحديداً، تحدث هذه الظاهرة خلال مرحلة تسمى نوم حركة العين السريعة، وهي المرحلة التي يكثر فيها الحُلم وتكون حركة العينين سريعة وعشوائية تحت الجفون المغلقة.

لماذا نشعر بالشلل أثناء النوم؟

يمر النوم الطبيعي بمراحل متتابعة، من بينها مرحلتان رئيسيتان:
• مرحلة حركة العين غير السريعة.
• مرحلة حركة العين السريعة.

وخلال المرحلة الثانية يعمد الدماغ بشكل طبيعي إلى فصل الاتصال العصبي بينه وبين العضلات الإرادية، وهذا الفصل الوقائي يمنع الجسد من تنفيذ حركات لا إرادية استجابةً لمشاهد الحلم، فلولا هذا الفصل، قد نجد النائم يتحرك فعليًا ويؤدي أفعالاً خطيرة أثناء الحلم.

لكن في حالة الجاثوم، يحدث خلل طفيف في توقيت الاستيقاظ، حيث يعود الوعي قبل أن تكتمل دورة النوم وتتحرر العضلات من هذا الشلل الوقائي.

كيف ولماذا يحدث الجاثوم؟

حسب الدراسات والأبحاث المتخصصة في اضطرابات النوم، فإن الاستيقاظ خلال مرحلة دون اكتمال عودة السيطرة على العضلات هو السبب المباشر لشعور الفرد بالشلل المؤقت.

ومن اللافت أن أغلب الحالات المسجلة للجاثوم تم رصدها عند الأشخاص الذين ينامون على ظهورهم، مما غذى لدى البعض تصورات حول وجود “كائن يجثم على الصدر”، رغم أن الحقيقة علمياً لا تتجاوز حدود اضطراب عصبي لحظي.

أبرز العوامل المسببة لشلل النوم

تتعدد العوامل التي قد ترفع احتمالية التعرض لشلل النوم، ومنها:
• نمط النوم غير المنتظم: السهر لفترات طويلة وعدم التزام الشخص بأوقات نوم واستيقاظ ثابتة.
• التوتر والضغوط النفسية: القلق المستمر والتفكير الزائد قبل النوم يرفعان من احتمالات حدوث هذه الظاهرة.
• تناول المواد المهلوسة: بعض الأدوية والعقاقير المخدرة والمهلوسة قد تسبب اضطرابات في دورة النوم.
• الإرهاق الجسدي والذهني: الإجهاد الشديد قد يساهم أيضاً في ظهور أعراض شلل النوم.

كيف يمكن الوقاية من الجاثوم؟

رغم أن شلل النوم ليس مرضاً خطيراً من الناحية الطبية، إلا أن تكراره قد يكون مزعجًا ومرعبًا للكثيرين. لذا ينصح الأطباء وخبراء النوم باتباع الإرشادات التالية للوقاية منه:
1. تنظيم مواعيد النوم: الحرص على النوم والاستيقاظ في أوقات ثابتة يومياً.
2. خلق بيئة نوم هادئة: تجنب المؤثرات الصوتية والضوئية التي قد تزعج النوم.
3. ممارسة تمارين الاسترخاء: مثل التنفس العميق أو التأمل قبل النوم لتخفيف التوتر.
4. الابتعاد عن المنشطات: مثل الكافيين والمشروبات المنبهة خلال الساعات القليلة قبل موعد النوم.
5. تجنب النوم على الظهر: يُنصح باتخاذ وضعيات نوم جانبية لتقليل فرص التعرض للجاثوم.

نصيحة أخيرة.. ماذا تفعل إذا أصابك الجاثوم؟

في حال تعرضت لحالة شلل النوم، تذكر أن الأمر مؤقت ولن يدوم أكثر من ثواني إلى بضع دقائق:

حاول تهدئة نفسك، وركز على تحريك جزء صغير من جسدك مثل أحد الأصابع أو عضلات الوجه حتى تستعيد السيطرة تدريجياً.

وإذا تحررت من الحالة، فمن الأفضل أن تنهض من فراشك لعدة دقائق قبل العودة للنوم مجددًا، لتجنب تكرار الحالة في نفس الليلة.

أخبار متعلقة :